التعلم عن بعد: فرصة للمغرب الكبير!
فرصة. لم يعد التعلم عن بعد، المعروف بالمصطلح الانجليزي “e-learning”، مجرد موضة، بل أضحى نزعة مهمة في مجال النظم التعليمية، خاصة في بلدان أمريكا الشمالية. فماذا عن المغرب ومنطقة المغرب الكبير؟
لا يزال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حاليا لتوفير التدريب للشباب والطلاب والمهنيين، سجين مرحلة جنينية وتجريبية.
يواجه النظام التعليمي تحديات “الحضور” في المقام الأول.
ومع ذلك، فقد أطلقت بعض الجامعات المغربية مبادرات خجولة لمنح فرص للتعلم عن بعد، مثل مشروع الحرم الجامعي الافتراضي المغربي (CVM)، الذي يبرهن على رغبة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي في دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم العالي الوطني.
وبشكل ملموس، تهدف هذه الخطة الطموحة إلى تشجيع التعلم المفتوح والتعلم عن بعد باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإلى خلق فضاء للتشاور وتبادل الخبرات والمواد والممارسات التعليمية.
كما أطلق الحرم الجامعي الافتراضي المغربي دعوة لتقديم مقترحات مشاريع لإنشاء مكتبة رقمية بناء على مبادرة من جامعة ابن زهر بأكادير.
يهدف هذا المشروع إلى تحسين ظروف التعلم من خلال تقديم الدعم للتدريس القائم على الفصول الدراسية، وتقديم التدريب في مجال التعليم عن بعد.
ومن الناحية العملية، يهدف مشروع المكتبة الإلكترونية إلى جرد الموارد الرقمية الموجودة في كل جامعة في المملكة، ووضع استراتيجية لتطويرها بطريقة مشتركة، وتشجيع استخدامها.
على الصعيد الإقليمي، يهدف مشروع “CoseLearn” الممول من طرف الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون إلى تعزيز التعلم الإلكتروني في العديد من البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، خصوصا الجزائر والمغرب وتونس. وقد بدأ هذا المشروع في إطار شراكة مع "ويدو"، ونجح في تعبئة العديد من الجامعات المغاربية.
التعليم عن بعد: سوق عابرة للحدود!
بغض النظر عن المبادرات المحلية والإقليمية، فقد بادر العديد من الشباب المغاربي بالالتحاق مباشرة ببرامج التعلم عن بعد المقدمة من طرف جامعات فرنسية وأمريكية وكندية. يفضل هؤلاء الشباب العديد من التخصصات: اللغات، والرياضيات، وعلم الاجتماع، وعلم النفس…
وتعود بوادر الاهتمام الشديد هذه إلى سهولة الوصول إلى هذه البرامج، واستخدام شبكة الإنترنت وأدوات التعاون عليها في عملية التدريب.
ومن المثير للاهتمام أن بعض المؤسسات الفرنسية تسمح بامتحان المرشحين في الرباط، دون الحاجة إلى السفر إلى فرنسا لهذا الغرض. كما أن المشاركين في برامج التعلم عن بعد هذه يحصلون على شهادات دولية، مما يسهل عملية طلب معادلة الشهادة والاعتراف بها من طرف النظام التعليمي المغربي.
وللتذكير، فالمغرب يضم اليوم أكثر من 1.7 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت، 65 بالمئة منهم يتصفحون الانترنت باستخدام تقنية الجيل الثالث، وأكثر من 10 مليون مستخدم يستهلكون عرض حزمة دولي يبلغ 51 جيجابايت / ثانية.
0 تعليقات:
إرسال تعليق